ينظم ممثلو الاثنية الابخازية والابازينية في جميع أنحاء العالم فعاليات ثقافية كل عام اثناء احتفالاتهم بيوم العلم الأبخازي، حيث يستقبلون الضيوف ويطلعونهم على عادات وتقاليد شعب الأباظة. ففي هذا العام اقيمت الاحتفالات في جمهورية قراشاي- تشركيسيا.

سعيد برغانجيا

في الصباح الباكر من يوم 23 يوليو وفي أحد أكبر الحدائق في جنوب روسيا "الجزيرة الخضراء" تم نصب خيام المعرض، وبدأت الاحتفالات تكريما ليوم العلم الأبخازي ويوم الثقافة لشعب أباظة.

لقد كان برنامج المعرض مشوقا وكثيفا، وفي إطار المعرض الاحتفالي، كان هناك معرض للأعلام التاريخية. كما قدمت عروض مسرح العرائس على الضيوف وسكان المدينة، وعرفوهم على ثقافة الأبخاز والأبازين من خلال الصور الفوتوغرافية.

واستطاع المشاركون وضيوف المهرجان شراء لوحات للفنانين المحليين، وبالطبع تذوق المأكولات القومية، وشراء الهدايا التذكارية للذكرى.

إن كثير من الناس يستعدون لهذا المعرض طوال العام. فعلى سبيل المثال، الحرفي كيشيف آيسانوف، الذي يصنع الصناديق الصغيرة للمشاركين في المهرجان ويوزعها مجانا، والذي يبلغ من العمر 88 عامًا، لكنه وكما يقول انه لن يتوقف عن هذه الموهبة المحببة لانها سر سعادته.

ويقول آيسانوف: "بالقرب من بيتي توجد ورشة للعفش المنزلي، وأنا احصل على المواد منها، ومن ثم أقوم بصنع الصناديق. في اعمالي، لا يوجد صندوق يشبه الاخر - لا بالرسم ولا بالحجم".

لقيت الأزياء القومية شعبية خاصة لدى الضيوف والمشاركين في المهرجان.

يقول احد المشاركين عن انطباعاته: "كل عام نقوم بخياطة الأزياء القومية لأحفادنا. بالنسبة لنا، وبالأخص بالنسبة لهم، هو فرح عظيم. وكم جميل، ان ترى الناس من حولك يلبسون الأزياء القومية الأنيقة". 

وأتيحت للجميع فرصة تذوق أطباق المأكولات الشعبية. فالمكان القريب من الخيمة والمخصص للطعام كان واحدا من أكثر الأماكن ازدحاما.

كما تم تنظيم حفل موسيقي لضيوف المهرجان. على الرغم من حقيقة أنها كانت تمطر بشدة، لكن الناس لم يكونوا في عجلة من أمرهم في الانصراف.

"نحن لسنا خائفين من أي مطر" اعربت واحدة من ضيوف المهرجان، "المهم اننا مع بعض، وهذا الاهم. نحن والعائلة نحب يوم الثقافة ونأتي دائما معا للتمتع بكل هذا الجمال. شكراً جزيلاً لكل من ساهم بهذا الاحتفال".

المطربة المشهورة مدينة كفاراتسخيليا شاركت في الاحتفالات وادت اغنية "أشخاكوا" وهنأت جميع المتفرجين اعيادهم، متمنية السلام والازدهار لشعب الأباظة.

و اضافت "لقد كان شرفا عظيما لي أن أشارك في هذا الاحتفال، لقد عشت الكثير من المشاعر الإيجابية، شكرا جزيلا للجمهور ولترحيبه الحار بي. أتمنى أن يكون لي لقاء معكم مجددا".

وشاركت أمينة لازبا، مديرة بوابة معلومات للمنظمة، في انطباعاتها.

"هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في هذا الحدث خارج أبخازيا. والذي شرح صدري بشكل خاص، هو أن يقضى هذا اليوم بين إخواننا وأخواتنا من قراشاي - تشركيسيا، وقباردينو- بلقاريا وتركيا، إن علمنا ليس مجرد رمز للدولة، بل هو رمز لنصرنا، وهو رمز لاستمرارية الأجيال، إنه يعكس تاريخ شعبنا".


 وقالت لازبا: "نحن ملزمون ان لا ننسى التضحيات التي اعادت لنا دولتنا، ويجب ان يشعر مواطنونا في جميع أنحاء العالم بأنهم مشاركون حقيقيون في مسيرة شعبهم وفي بناء تاريخهم".

واختتمت احتفالات يوم العلم لجمهورية أبخازيا ويوم الثقافة لشعب الأباظة بالمفرقعات النارية الاحتفالية.

تمت المصادقة على علم الدولة الحديث لجمهورية أبخازيا من قبل دورة المجلس الأعلى لجمهورية أبخازيا في 23 يوليو 1992 في مدينة أكوا (سوخوم) بعد القرار بالغاء دستور الجمهورية ذات الحكم الذاتي لعام 1978 واستعادة دستور جمهورية أبخازيا الاشتراكية المستقلة لعام 1925، ومنذ العام 2005، فان 23 يوليو اصبح رسميا يوم العلم الوطني لجمهورية أبخازيا.