سعيد بارغانجيا

عقد نادي الحوار الخاص بالمؤتمر العالمي لشعب الأباظة أول اجتماع عمل له في الشهر الأول من العام الجديد 2020، والذي تم في 30 يناير، وشارك في جلسة الحوار هذه 23 شخصًا من أعضاء النادي.

يذكر أن نادي الحوار كان قد افتتح اولى جلساته في نوفمبر من العام 2019. و نشاطه يتلخص في عدة مجالات: منها الحفاظ على اللغة والتراث الأخلاقي والثقافي لشعب الأباظة، وكذلك تعميم التعاليم الوطنية، اضافة الى حماية البيئة، وغيرها. ويمكن للنادي أيضا اجراء اجتماعات خارج اطار مواضيع جلساته . وقد عقدت بالفعل العديد من هذه الاجتماعات في العام الماضي.

وتحدثت مديرة نادي الحوار، إيرينا تورافا، عن الخطط الأخرى القادمة . وأشارت إلى أنه في الأشهر الثلاثة المقبلة سيعمل النادي على مناقشة موضوع "الطبيعة وحماية البيئة". ووفقا لايرينا تورافا، وقد تم اختيار هذا الاتجاه "بناء على طلبات السكان وبناء على طلب من الأعضاء المحتملين في النادي".

وقالت إيرينا تورافا: "نتيجة للمقابلة، فقد اخترنا 23 شخصًا سيعملون معًا لمدة ثلاثة أشهر. ستعقد ستة اجتماعات ضمن أشكال ومواضيع مختلفة: التواصل مع الخبراء في مجال البيئة، والعمل المستقل مع المجموعات المختصة، والعروض التقديمية " 

وقد اعربت رئيسة النادي عن بالغ سعادتها بنتائج الاجتماع الأول.

وعبرت توروفا عن انطباعاتها و قالت "أعتقد أن الاجتماع كان مفيدًا للغاية. وتغير المزاج العام أمام أعيننا: في البداية، عندما حضر الناس للمرة الاولى، رأيت بعض الارتباك على وجوههم. لكن وفي أثناء العمل معهم، تآلفت مشاعر المشاركون بشكل ملحوظ مع بعضهم البعض . وأشارت إلى أن الموضوع الذي تم اختياره واسع النطاق، وبالتالي فمن غير المرجح أن يكون من الممكن في ستة اجتماعات تغطية جميع المسائل والجوانب، لكن المجموعة ستحاول "إيجاد أكبر قدر ممكن من القضايا التي تعتبر مصدر القلق في سياق الوضع البيئي في مدن أبخازيا".

وتابعت رئيسة النادي: "سنتحدث عن مدافن النفايات والآفات والحشرات والتغيرات المناخية العالمية التي تؤثر على النظام البيئي في أبخازيا. هناك العديد من الخطط، وآمل أن يتمكنوا من تحقيقها والانتقال من الأقوال إلى الأفعال. تضم المجموعة ممثلين عن منظمات الشباب التي تعمل من تلقاء نفسها لتحسين الوضع البيئي في جمهوريتنا. إنه لمن دواعي السرور أنهم تمكنوا من تخصيص الوقت لمشروعنا. "أعتقد أن تفاعل ممثلي المنظمات المختلفة ومشاريعهم المشتركة سوف تلاقي نتائجا ايجابية و فعالًة".   

وبغية تحقيق توحيد المجموعة قدر الإمكان قبل بدء العمل النشط، دعا المنظمون الاخصائية في علم الاجتماع مرامزا دشيكيربا وعالمة النفس إيلونا فوبا لحضور الاجتماع. أجرى المتخصصون تدريبات باستخدام التمارين التي ساعدت أعضاء النادي على التخلص من الصلابة المفرطة في دائرة غير معروفة من الناس واسلوب بث روح النقاش مع بعضهم البعض.

وقالت عالمة النفس إيلونا فوبا إن الاجتماع هذا كان فقط للتعرف على المشاركين، وإقامة العلاقات ضمن المجموعة. ولاحظت أن الاجواء في التدريب كانت مواتية وودية. أولاً، تمت مناقشة شروط التواصل الفعال، وبعد التمارين العملية "قدم جميع المشاركين نتائجا ايجابية". 

أعربت عن رأيها "إذا تحدثنا عن العمل بشكل عام، أرى أن موضوع الوعي البيئي والتعليم له أهمية خاصة الآن، علاقة بالتغيرات السلبية التي نراها في البيئة. حضر اجتماع اليوم الشباب الذين لديهم بالفعل الوعي البيئي. لديهم دوافع كافية ويتخذون بالفعل خطواتهم الأولى للحفاظ على الطبيعة. على سبيل المثال، لا يستخدمون البلاستيك، فهم يعملون بنشاط لمكافحة الآفات. أنا متأكدة من أنهم مستعدون للتغييرات ومعرفة كيفية تحقيق هذه التغييرات وسوف ينجحون في الشؤون المخطط لها" وأردفت:" سأحضر وسأكون مهتمة للمشاركة في الاجتماعات القادمة للمجموعة".   

أحد أعضاء النادي كانت الاستاذة الشابة في علم الجغرافيا هناء نشكبيا. وقد أخبرتنا سبب اهتمامها بأنشطة المؤتمر، ولا سيما بنادي الحوار. وقالت: "قبل ذلك، أردت أن أشارك بطريقة ما في أنشطة المؤتمر. عند دراسة المعلومات المتعلقة بالنادي، أدركت أن الموضوعات كلها ذات صلة ومثيرة للاهتمام بالنسبة لمجتمعنا، وبالاخص القضايا البيئية، التي سيتم التطرق إليها ."إنه أمر مثير للاهتمام بالنسبة لي، لأنني على اتصال مباشر به بحكم وظيفتي، كونني اعمل في المجال الجغرافي".

وأعربت عن أملها في أن تسمح الاجتماعات في إطار نادي الحوار الفرصة لجميع المشاركين بالتعرف على بعضهم البعض بشكل جيد وتوصلنا إلى نتيجة في "إنشاء مشروع بيئي عالمي ومهم لأبخازيا".

انضم الطالب ساندرو ديلبا إلى النادي من أجل المساهمة في حل المشكلات البيئية في أبخازيا.

وقال ساندرو:"هذا موضوع مهم للغاية بشكل عام ولأبخازيا على وجه الخصوص، لأن بلدنا غني بالموارد الطبيعية، ولدينا الكثير من المساحات الخضراء. يجب أن نحمي طبيعتنا من خلال هذه البرامج التي يقدمها نادي الحوار".

وأعرب عن استعداده للقيام بدور نشط والمشاركة في كافة النشاطات الهامة اجتماعيا وشعبيا.

وشاركنا ساندرو انطباعاته ايضا قائلا: "أحب التحدث حول مواضيع مختلفة، وأنا أحب التعرف على اناس جدد وعلى انطباعات جديدة. توقعاتي في العمل هي على الأرجح نفس توقعات بقية المشاركين: أن نصبح فريقًا موحدا وودودًا. أعتقد أنه سيتم تنفيذ مشروعنا بالكامل. "لقد أعجبت حقًا بالاجتماع الأول، فكل المشاركون نشطون للغاية، والضيوف المدعوون يعرفون سير أعمالهم، وكنت مرتاحا جدًا بوجودهم".   

مشاركة اخرى، وهي ماري غريغوريان، تعتقد أن مشكلة التفاعل بين الطبيعة والإنسان لا تتعلق بأبخازيا فحسب، بل بالعالم أجمع: وبرأيها، ان هذه " أجندة القرن الحادي والعشرين التي لا يمكن تجاهلها".

وعبرت قائلة: "اعتبر ان هذه الأندية دائمًا هي كبيئة اجتماعية مواتية للتنمية والإلهام. من الرائع أن تصبح جزءًا من مجتمع مدفوع بأهداف مشابهة لأهدافك الخاصة".

وأضافت أنها ترغب في الحصول على المعرفة العملية في اجتماعات النادي والتعرف على أشخاص ذوي الافكاروالوحدة في الرأي و التفكير.

"الاجتماع الأول كان رائعا! في البداية كان الجميع متوترين، ولكن في نهاية الاجتماع، كان المزاج أكثر دفئًا "- شاركت ماري جريغوريان، معلقة على جو التواصل في النادي.

في نهاية الاجتماع، دون الجميع خطيا توقعاتهم من العمل في نادي الحوار. وكما هو مخطط له من قبل المنظمين،فقد تم طي جميع "الرسائل" معًا وختمت في ظرف خاص، سيتم فتحه في نهاية دورة الجلسات الخاصة بالبيئة بعد ثلاثة أشهر لمعرفة كيف تم تلبية توقعات المشاركين.

الوجهات الأساسية لعمل نادي الحوار، بالإضافة إلى الجوانب البيئية، تم اختيار مواضيع من اجل الحفاظ على اللغة الأبخازية وتطويرها، وتشجيع تعميم الآداب باللغة الأم، والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للاثنية العرقية الأبخازية - الأباظة، وتطوير وتعميم العلوم المحلية، والمحافظة على الموضوعات الأخلاقية التقليدية كود ابسوارا. تُعقد اجتماعات نادي الحوار كجزء من الجلسات الموضوعية يوم الخميس ولمرتين في الشهر.