دعا المؤتمر العالمي للشعب الابخازي- الاباظة أكثر من ثلاثمائة طفل للمشاركة في الاحتفال الكبير الذي عقد في عاصمة أبخازيا في اليوم العالمي لحماية الطفل.

سعيد برغانجيا

نظم المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة بمناسبة اليوم العالمي لحماية الطفل في 1 يونيو/حزيران احتفالا حضره أكثر من ثلاثمائة طفل من جميع مناطق أبخازيا تقريبا. وكان من بينهم المركز الحكومي لتأهيل الأطفال، ومنظمة "كيراز" الخيرية، والصندوق الثقافي الخيري "أشانا".

كانت الأمسية بقيادة الفنان المكرم في جمهورية أبخازيا دجامبول جوردانيا. وهو الذي أعلن عن افتتاح المهرجان، ومن ثم تم عرض على المسرح لوحات رقص لفرقة الرقص من مدرسة أوتشامتشيرا الداخلية. الذين قامو بعرض رائع للوحة "أبازينكا".
وقد هنأ الأمين التنفيذي للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة، إينار غيتسبا، جميع المشاركين، وتمنى للأطفال السعادة والرخاء والسماء السِلميَّة فوق رؤوسهم.

ضيوف الإحتفال إنتظروا المفاجأة الموسيقية: العرض الأول للأغنية الأبخازية الجديدة "إيماريام أميوا" ("الطريق الصعب" –اضافة المحرر) للملحن الأبخازي آنري غومبا ويؤديها المغنية الشابة من أوتشامتشيرا سعيدا أزيزوفا. وقد كُتبت هذه الأغنية للمغنية بمبادرة من المؤتمر العالمي الأبخازي-الأباظة. وتجدر الإشارة إلى أن سعيدا أزيزوفا هي الحائزة على الجائزة الخاصة للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة، التي أنشئت لأفضل أداء للأغنية باللغة الأبخازية في المسابقة الصوتية "أورفيّ": وكانت الجائزة لحناً كُتب خصيصاً لها.

وقبل العرض، قالت الفتاة كلمات الامتنان لجميع المشاركين في تنفيذ حلمها الذي طال أمده-أن تغني أمام الكثير من الناس أغنيتها الخاصة.

"شكرا جزيلا، وأهنئ الجميع بهذه المناسبة! وأرحب بالمؤتمر العالمي لشعب الأباظة وجميع منظمي هذا الاحتفال. وآنري غونبا، بالطبع، له الشكر الخاص. لن أخذلك"، -كما وعدت سعيدا

كما إنتظر ضيوف الإحتفال كل أنواع النشاطات المثيرة. لذلك، في إطار البرنامج، أُقيمت دروس غير عادية: درس البيئة، قدمته تايا ألانيا رئيسة إدارة الطبيعة في المتحف الحكومي الأبخازي، ونظم دار الشباب في سوخوم درس قواعد المرور. وكان المدرسون في دروس الأبسوارا (التقاليد الأبخازية) والخير هما مديرة المدرسة الثانوية "ألاشارا" ماريا بيليا ومعلمة اللغة والأدب الأبخازي إسما ماتوا. أستاذ استوديو الفن "سلفادور" يانا بينتشوك أقام للأطفال والآباء دروس إختصاصية في الفنون الجميلة. كل قسم وضع عليه لوحة خاصة. وقدم متطوعو المؤتمر العالمي لشعب الأباظة المساعدة للأطفال والآباء.

كانت هناك شعبية خاصة لاستوديو الرسم على الوجه. حيث إصطف الأطفال وانتظروا بشوق رسم صور لشخصياتهم الكرتونية المفضلة على وجوههم.

ورسم المشاركون في الإحتفال على الإسفلت، ولعبوا بالسهام (رمي السهام –اضافة المحرر)، لعبة الحرب (لعبة حديثة للأطفال في الفضاء المفتوح باستخدام أسلحة الألعاب –اضافة المحرر) والألعاب التقليدية (لعبة قديمة للأطفال على الأسفلت)، وتناولوا الآيس كريم المجاني، وعصي الذرة وغيرها من الحلويات، وكذلك استلموا كهدية العديد من بالونات الهيليوم الملونة. 

وفي هذا الوقت، استمر برنامج الحفل مع عروض لمجموعات رقص مختلفة - "إمبراطورية الرقص"، استوديو الرقص "طريق الرقص" وفريق رقص البريك "أبسني".

وشارك مجلس الشباب والنساء التابع للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة بدور نشط في تنظيم الإحتفال.

فكما قال ليفان توتشوا مدير مجلس الشباب التابع للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي –الأباظة: "نحن ندرك تماما أن الأطفال هم مستقبلنا، ونحاول دائما تحمل مسؤولية أكبر تجاههم. واحتفالنا حمل لونا وطنيا، وفي البرنامج الحالي، هناك مسابقة للرقص الوطني، وبرنامج موسيقي صغير للأغاني باللغة الأبخازية".

ووفقاً لتورتشوا، فإن العطلة تحظى بشعبية خاصة بين الآباء والأطفال، لأن هذه الأحداث لا تعقد في أبخازيا في كثير من الأحيان. "نظرا لحجم الإحتفال، وعدد المسابقات، والدروس التخصصية للأطفال، وبرامج الترفيه، الاحتفال باليوم العالمي للطفولة أصبح واحدا من الأحداث الأكثر إثارة للاهتمام للأطفال وأولياء أمورهم،" – كما أشار رئيس مجلس الشباب التابع للمؤتمر العالمي الأبخازي-الأباظة.

 وشكر توتشوا نيابة عن المؤتمر العالمي الأبخازي-الأباظة الشركاء وأصدقاء المؤتمر من أجل المساعدة في تنظيم الإحتفال – اللجنة الحكومية لسياسة الشباب والرياضة، والمنظمة العامة "الكف المفتوح"، وريزو زانتاريا، ودينيس أوتيربا، وسعيدا تانيا وروتشيس آردزينبا.

وأشارت عضو مجلس المرأة التابع للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي -الأباظة آزا غومبا إلى أن الناشطين حاولوا، في إطار التحضير لهذا الحدث، أن يشعروا بعمق احتياجات الأطفال وآبائهم.

"نحن جميعا أمهات، ونفهم أن الأطفال لا يحتاجون إلى الراحة والرعاية المنزلية فحسب، بل ينبغي أن يشعروا بالراحة والرعاية في المدينة التي يعيشون فيها. الأطفال يحتاجون للسلام، يحتاجون للعيش في بهجة. الحمد لله أنه يمكننا اليوم في أرضنا تحمل تكاليف الاحتفال بهذه المناسبة. وقد حاول مجلس المرأة التابع للمؤتمر العالمي جاهدا تنويع البرنامج. وكما قالت غومبا إننا سعداء جدا بالمشاركة في هذه العطلة".

الإحتفال أقيم بشكل خاص، طبعا، لإسعاد الأطفال
وكما شاركتنا الطفلة مِيّا سانغوليا ذات الأربع سنوات من سوخوم قائلة : " جئت إلى الإحتفال برفقة أمي وأبي، إنه ممتع. لقد أحببته كثيرا".

وعلى الرغم من الإرهاق الناجم عن ملاحقة الأباء لأطفالهم في جميع أنحاء الساحة، فإن الآباء راضون عن ذلك.

"شكراً للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة للمشاعر التي أحسها أطفالنا. إنهم سعداء حقا. وهذا إحتفال رائع، ونرغب بالمزيد منه"، كما قالت حميدة أوسيا، التي حضرت مع ابنها كيريل.

ضيوف المهرجان الصغار طوال المساء كانوا يستمتعون بالدمى في أزياء الشخصيات الكرتونية المشهورة-ميكي ماوس، أليكس الأسد، كونغ فو باندا، بامبلبي المتحول، بالإضافة الى الساحر والشخصيات السائرة على العصي الطويلة.

وكان جميع المشاركين في الحدث الاحتفالي في نهاية الأمسية ينتظرون مفاجأة أخرى-العرض الورقي. الذي شاهده الأطفال بفرح كبير

إن اليوم العالمي لحماية الطفل هو أحد أقدم الأعياد الدولية. وقد اتخذ قرار إقامته في عام 1925 في المؤتمر العالمي المعني برفاه الأطفال في جنيف. ومع ذلك، تمكن الاحتفال بهذه المناسبة لأول مرّة بعد 25 عاما فقط – في عام 1950، والذي أقيم بعدها سنويا. إن يوم العالمي لحماية الطفل ليس عيداَ للأطفال فحسب، بل هو أيضا تذكرة للمجتمع بضرورة حماية حقوق الطفل، حتى يكبر جميع الأطفال سعداء ويتعلمون ويفعلون ما يحبونه ويصبحون في المستقبل آباء ومواطنين رائعين في بلدهم.