افتتح المؤتمر العالمي لشعب الاباظة مكتبًا إقليميًا جديدًا في هولندا، وذلك في اطار زيارة العمل التي يقوم بها وفد الكونغرس إلى هولندا في هذه الأيام.

في سياق زيارة الوفد، أنشأ موظفو المؤتمر العالمي لشعب الاباظة فرعًا إقليميًا جديدًا، ودخل في قوام أعضائه أبناء جالية الأباظة المقيمين في هولندا، وقد تم الإعلان عن القرار هذا خلال اجتماع مع جالية الاباظة في هذا البلد. 

وتأتي سلسلة اللقاءات مع الجالية الأبخازية (الاباظة) في أوروبا، وكذلك فتح المكاتب الإقليمية فيها، ضمن خطة المنظمة، وكجزء من أنشطته الخارجية للعام 2019. وأصبح الفرع الإقليمي المنشأ حديثًا في هولندا، هو الثاني في أوروبا بعد الفرع الذي افتتح سابقا في المملكة المتحدة.

ويتواجد في هولندا حاليا كل من الأمين التنفيذي للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة، اينار غيتسبا، وعضو المجلس الأعلى فياتشيسلاف تشيريكبا ورئيسة تحرير بوابة المعلومات الخاصة بالمنظمة أمينة لازبا.

وتعليقًا على الاجتماع الذي عُقد في روتردام، اشارت أمينة لازبا، إلى أن أعضاء الوفد عانوا بعضا من التوتر قبل اللقاء.

"كنا نعلم أن مثل هذه الاجتماعات واللقاءات لم تعقد منذ سنوات عديدة، ولم يكن لدينا أرقام دقيقة عن عدد مواطنينا الاباظة في هولندا، لذلك كان من الصعب تحديد مدى اهتمامهم بهذا اللقاء، وعدد الأشخاص الذين سيأتون، إلا أننا سررنا و فوجئنا بوجود العديد من المشاركين. أريد أن أشير إلى الاهتمام الكبير الذي اولاه الحاضرين بأنشطة المؤتمر، كان هناك العديد من الأسئلة والطروحات، وخاصة بين جيل الشباب: سوف نقوم بعقد مثل هذه الاجتماعات دوريا، وسنعمل في المستقبل لفتح دورات لتعلم اللغة الأبخازية والرقص الشعبي" حسب ما اضافت الآنسة لازبا.   

 واشارت بعد لقائها في الاجتماع، إلى أنها التقت بافراد يحملون نفس كنيتها، ووصفت هذا اللقاء بأنه رائع.

 وتابعت: "اللقاء ذاته مع المواطنين في الشتات، والمحادثات معهم بلغتنا الأم، وسماع القصص حول تاريخ العائلات، وتبادل المشاعر الإيجابية فيما بيننا - كل هذا يخلق جوًا دافئًا وعائليًا خاصًا، لقد كان هذا اللقاء مميزا بالنسبة لي، لقد قابلت اشخاصا يحملون نفس كنيتي، والآن أنتظر منهم زيارة أبخازيا".

هذا وضم المكتب الإقليمي، الذي تم افتتاحه بعد الاجتماع، الشباب الأكثر نشاطًا. وتم انتخاب إرغون آشوبا باغلبية الاصوات، وهو من سكان أمستردام، ويبلغ من العمر 34 عامًا، رئيسا للفرع الاقليمي و ممثلًا عن الاباظة في هذه الدولة.

وصرح الرئيس المنتخب حديثًا للفرع الإقليمي ارغون اشوبا قائلا : " نحن ننتمي إلى ثقافة فريدة وعريقة تميزنا عن بقية العالم. ولكن في الوقت نفسه، قليل من الناس يعرفون عن اثنيتنا العرقية. ولكي نصبح معروفين للعالم، يجب أن نعرف في البداية من نحن ومن أين. لهذا السبب أردت أن أصبح جزءًا من فريق المؤتمر. إن الهدف الرئيسي لهذه المنظمة هو توحيد الأبخاز والأبازين المنتشرين في جميع أنحاء العالم - ولن نتمكن من البقاء إلا ان نكون متضامنين معًا". 

ولد أشوبا ونشأ في هولندا. وهو من احفاد المهاجرين الأبخاز في تركيا، انتقل والده من تركيا إلى هولندا قبل سنوات عديدة واستقر هنا. والدة إرغون هي هولندية الاصل . لكن في الوقت نفسه، فان هذا الشاب، حسب قوله، كان يشعردائمًا بعلاقة خاصة مع أبناء وطنه الأصليين.

واضاف اشوبا : "لا أشعر أنني جزء من الثقافة الهولندية أو التركية، على الرغم من أنني نشأت في هذه البيئة وأتحدث لغتهم، أريد حقاً أن أتعلم الأبخازية وآمل أن تتاح لي هذه الفرصة بفضل وجود المؤتمر. عندما يسألوني ما اصلك، أقول بفخر أنني أنتمي إلى اثنية عرقية أبخازية قديمة. لكن عندما أسمع رداً "لم نسمع بهذا من قبل"، ينتابني البكاء. أشعر بعلاقة خاصة ووحدة تربطني مع ممثلي مجموعتنا العرقية، وهذا الشعور يصعب وصفه بالكلمات، انما يجب الاحساس به".   

كما روى آخرون قصصهم اثناء الاجتماع. من بينهم، سيفدا بالبا، وقالت إن والديها، من عشيرتي بالبا و غومبا، انتقلوا للعيش في أوروبا قادمين من تركيا. ولدت سيفدا وترعرعت في هولندا وتعيش الآن في روتردام مع ابنتها ووالديها. الشابة تحلم بزيارة أبخازيا مع ابنتها، وتنتظر أن تكبر ابنتها ولو قليلا.

واضافت بالبا: "منذ زمن بعيد لم أشارك في اجتماعات الجالية، لذلك أنا سعيدة جدًا لوجودي هنا اليوم، وانا سعيدة لرؤيتي الجميع، وخاصة بسبب وجود الضيوف من أبخازيا. آمل أن تصبح هذه النشاطات المشتركة دائمة ودورية. "أريد بالفعل أن أتعلم الأبخازية وأن أعلم ابنتي لغتها الأم، وأريد أن أعرف المزيد عن تاريخنا وثقافتنا".

 واليوم إلى جانب مواطنينا، فقد اصبحت هي عضوًة ايضا في المكتب الإقليمي للمنظمة في هولندا.

حضرت اللقاء ايضا شانغول أردزينبا الى روتردام قادمة من أوتريخت مع زوجها أوزكان أميتشبا. وكانوا قد زاروا معا لأول مرة أبخازيا منذ حوالي عامين. والدة شانغول اصولها شركسية،و والدها أبخازي الاصل، واسم عائلة جدتها من طرف الأب هو آجيبا.

وقالت شانغول آردزينبا: "سعادتنا لا توصف بهذا اللقاء اليوم. فانا مشتاقة لسماع لغتي الأم، وأنا سعيدة دائمًا ان اتحدث مع أبناء وطني بلغتنا الام . لا أتقن الكتابة باللغة الأبخازية، لكنني أجيدها لفظا، علمني اياها والداي. أنا شخصياً قمت بتدريس الأطفال الأبخاز وممثلي الشتات سابقا، لكن يوما بعد يوم، وللأسف الشديد أصبحت هذه الاجتماعات نادرة . اليوم نحن بحاجة إلى هذه اللقاءات، وبحاجة إلى الحفاظ على اللغة من أجل الحفاظ على شعبنا". 

جاءت الشابة شارا كوبالبا لحضور اللقاء مع والدتها تولين لازبا. انهم يعيشون في روتردام. تعتبر شارا أنه من المهم بالنسبة لها أن "تشعر بأنها جزء من المجتمع الأبخازي في هولندا، بل وجزء من الشعب الأبخازي بأكمله".

"لقد ترعرعت بين الهولنديين وأستطيع أن أقول إن ثقافتنا (الأبخازية) مختلفة عن الثقافة الهولندية. تقاليدنا بامكانها أن تصبح إلى حد كبير مثالًا للدول الأخرى. اهلي يعلمونني مع أخي تبجيل الكبيرفي السن. على سبيل المثال، نحن، كما هو الحال في أبخازيا، ننهض عندما يدخل شخص ما الغرفة، بذلك، نحن نظهر احترامنا. يتم تعليمنا تقييم العلاقات الأسرية، والشعور بالمسؤولية اتجاه الأهل، وانهم عندما يكبرون سيحتاجون إلى مساعدتنا. هذا ليس هو الحال في الثقافة الهولندية، ولذا فإنني سأغرس هذه القيم بالتحديد بأطفالي في المستقبل".   

تستمر زيارة وفد الكونغرس إلى دول الاتحاد الأوروبي حتى 16 ديسمبر. ومن المقرر أيضًا عقد اجتماعات مع ممثلي الشتات الأبخازي- الأباظة في بلجيكا وألمانيا.