حول الاعمال الخيرية لصالح أفراد الأسرة المصرية المحتاجين من عائلة أباظة، حدثتنا عن ذلك في اخر لقاء لها ممثلة الأبخاز والأباظة في الشتات، الناشطة منى عمر أباظة، التي توفيت يوم 13 يونيو إثر اصابتها بنوبة قلبية.

سعيد برغانجيا

كانت بوابه المعلومات التابعة للمؤتمر العالمي للشعب الابخازي - الاباظه تستعد لنشرالمقابلة التي اجريت مع منى عمر أباظة في شهر يونيو: تاريخ النشر "تأخر" حرفيًا لبضعة أيام، اذ لم تعد الشخصية الرئيسية على قيد الحياة... توفيت منى أباظة في 13 يونيو بنوبة قلبية، وكانت تبلغ من العمر 72 عامًا.
وفي هذا الصدد، يعرب فريق التحرير عن تعاطفهم العميق مع العائلة والأصدقاء لهذه المرأة الرائعة، التي خدمت أبناء جلدتها لسنوات عديدة.
المقابلة تنشر دون تغيير، على أمل أن تستمر قضية منى عمر، فالقضية التي استلمتها من جدتها، ستنعم بالحياة.

 منى عمر أباظة هي إحدى مناضلات الشتات الأبخازي (الأباظة) في مصر، وتمارس الأعمال الخيرية لسنوات عديدة بين اوساط ابناء جلدتها. اذ تعتبر هذه المرأة، ان مساعدة أفراد أسرة أباظة المحتاجين ما هو الا استمرارًا لعمل جدتها عزيزة، التي بدأته في الستينيات، وبعد وفاتها في عام 1983، استلمت منى عمر أباظة على اثرها زمام "متابعة الاعمال الخيرية".

وننوه أن الشتات الأبخازي في مصر يتمثل بشكل أساسي في عائلة واحدة هي عائلة أباظة، والتي يقدر عدد أبنائها اليوم بحسب بعض المصادر بحوالي 1000 شخص. من المعتاد أن نسميها "عائلة أباظة": جميع أفراد الشتات يحملون نفس الاسم أباظة (بعض أفراد "العائلة" احتفظوا بكنياتهم التاريخية، والبعض الآخر فقدها - المحرر.).

ونظرا الى أن أبناء جالية الأباظة في مصر، كما هو الحال لدى اي شعب، يوجد بينهم أشخاص بحاجة إلى المساعدة - بما في ذلك المساعدة المالية، تنظيم مثل هذه المساعدات وجمع الأموال و تقديمها للمحتاجين تشارك فيه منى عمر أباظة بشكل مباشر.
وقد تحدثت منى أباظة حول ذلك لموقعنا، وضربت مثالا حيا عن مساعيها الاخيرة..

وحدثتنا قائلة: في هذا الأسبوع راجعتنا امرأة. عمرها حوالي 30 سنة ومريضة بعض الشيء. توفي والدها في حادث قبل ثلاث سنوات، وعاشت وحيدة. ومنذ شهر مضى، وقعت في حب شخص لطيف للغاية، لكن لم يكن لديها المال. ووفقًا للتقاليد السائدة في مصر، يجب على الرجل إيجاد منزل وشرائه وتزويده بجميع الأجهزة الكهربائية، وعلى المرأة شراء أثاث وأشياء أخرى للمنزل. لقد جمعنا جميع افراد عائلة أباظة ممن يستطيعون تقديم العون لها، استطعنا الحصول على 26000 جنيه (جنيه مصري، في وقت النشر يساوي حوالي 3.9 روبل روسي و 0.06 دولار أمريكي - المحرر) وحصلت بذلك على كل ما تريده".
 


ففي تجربتها، هناك العديد من القصص المتشابهة. ولاحظت منظمة الأعمال الخيرية، أنه في بعض الأحيان يكون لدى الأشخاص مواقف غير متوقعة عندما تكون هناك حاجة ماسة إلى المادة، ولا يمكن لأي دعم حكومي ان يغطي المبلغ المطلوب. على سبيل المثال، شخص ما بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة.

منى عمر أباظة تحاول ايضا تنظيم مساعدة مالية مخصصة للمتقدمين الشباب.

كان لدينا شاب، ذكي للغاية، أراد التسجيل في جامعة أمريكية، لكنه لم يستطع تحمل تكاليفها. القبول في أي جامعة مصرية لا يتطلب أموالًا كبيرة، لكنه أراد أن يدرس في الولايات المتحدة، وهذا بالطبع أغلى بعدة مرات. لقد ساعدناه، لقد أنهي تعليمه ويمارس الان مهنته، حتى أنه أراد أن يرد تلك الأموال، فعرضت عليه مقابل ذلك، مساعدة المحتاجين الآخرين". 

ووفقًا لما جاء في حديثها، فإن جميع ممثلي عائلة أباظة، وبقدر المستطاع، يتبرعون من حسابهم الخاص لتغطية المصاريف في امور عديدة. وهكذا بدأت القضية منذ أكثر من 50 عامًا، التي ابتدأتها جدتها عزيزة واثبتت مدى قيمتها وضرورتها. وبالمناسبة، فاليوم منى عمر أباظة هي بالتالي جدة ايضا، وحفيدها البالغ يتبرع من أمواله في الصندوق المشترك للمساعدة.

وتحدثت حول ذلك قائلة: "بدأ الحفيد بالعمل منذ عدة شهور، اذ تخرج في البداية من الجامعة، وعمل لعدة سنوات في الجامعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعاش هناك. الآن هو هنا في مصر ويعمل مهندسا مع والده. قلت له: الآن أنت تتقاضى راتبا، وعليك أن تعطي قسطا منه للمحتاجًين. ويدفع الان للصندوق العام بانتظام خلال الأربعة أو خمسة أشهر التي مضت. وهذا ما يحدث غالبا".

تكثر الاعمال وبالأخص ايام الأعياد، وبحسب وفقًا لما جاد في حديث منى عمر أباظة، فإن هذا هو الوقت "الذي أرغب فيه أن أساعد بكل طاقتي".

واضافت: "نرسل طرود الطعام للأسر الكبيرة وإلى رياض الأطفال. نرسل الأرز والزبدة والمعكرونة والسكر والشاي. "في الاعياد نقدم الملابس والأحذية للأطفال، وعلى الرغم من أن هذه الألبسة ليست جديدة، ولكنها في حالة جيدة".

في شهر أبريل من هذا العام، قام وفد المؤتمر العالمي الأبخازي -الأباظة بزيارة عمل لمصر. أثناء إقامة الوفد هناك، تمكنوا من عقد سلسلة من الاجتماعات المهمة، وكذلك الاتفاق على التعاون وإقامة علاقات ودية مع العديد من ممثلي عشيرة أباظة في مصر.