مراسم الاحتفال بالذكرى الـ 74 للانتصار في الحرب الوطنية العظمى في أبخازيا ابتدأت بوضع الزهور على نصب الجندي المجهول، والعرض العسكري، والمطبخ الميداني ومسيرة "الفوج الخالد".

سعيد برغانجيا

في 9 من شهر أيار/مايو احتفلت أبخازيا بيوم النصر في الحرب الأكثر دموية في القرن العشرين- الحرب الوطنية العظمى 1941-1945. وأقيمت مناسبات احتفالية في جميع أنحاء الجمهورية، أوسعها حدث في العاصمة.

منذ الصباح بدأ الناس يتجمعون عند النصب التذكاري للجندي المجهول، ولتكريم ذكرى الضحايا في هذه الحرب تم وضع الزهور والأكليل على النصب التذكاري في الساعة 11 صباحا. وحضر الحدث رئيس وأعضاء حكومة الجمهورية، وأطفال المدارس، والطلاب، والمواطنين، وضيوف سوخوم وأبخازيا.

مشاهدة شريط الصور لهذا الحدث >>

وفي الرصيف البحري ديوسكوروف أقيم أيضاً عرض عسكري. والذي تضمن هذا العام حوالي 400 جندي، شكلوا 11 رتل مشاة.

مع شعور خاص، احتفل بالعيد المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية، والذين بقي منهم فقط ثمانية أشخاص في مدينة سوخوم في يوم النصر لعام 2019.

كما شاركت المحاربة فالنتينا شولغينا في المراسم الإحتفالية، والتي خلال الحرب كان عمرها أكثر بقليل من 20 عاما. وصَلت إلى برلين، وحققت انتصارا في رتبة ملازم أول في الخدمة الطبية. وعلى الرغم من عمرها المتقدم-96 عاما، فالنتينا شولغينا تأتي كل عام إلى النصب التذكاري للجندي المجهول لتكريم ذكرى رفاقها. ففالنتينا شولغينا تتذكر جيدا سنوات الحرب عندما وجدت وفقدت الأصدقاء.

وتحدثت المحاربة عن الحرب الوطنية العظمى قائلة: "بالنسبة لي، بدأت الحرب في ستالينغراد. وبعد تحريرها، إستُكتمل طريقنا: الى محيط كورسك-اورلوفسك، و وارسو وفيينا وبراغ ثم برلين".

وبعد الحرب، أُرسلت فالنتينا شولغينا للخدمة في اليابان وفي عام 1953 فقط تم تسريحها، وعادت إلى أبخازيا.

وأضافت فالنتينا "عدت مع زوجي للعيش هنا – والذي هو كان غواص أثناء الحرب. بنينا منزلا هنا وهكذا مرت الأيام".

كما كرم ممثلي المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة ذكرى أولئك الذين لقوا حتفهم خلال الحرب الوطنية العظمى.

وقالت رئيسة المجالس النسائية التابعة للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة غيتا آردزينبا: "هذه "العلامة الفارقة" العامة – "علامة النصر العظيم" – توحد أجيالا مختلفة وأمم مختلفة هنا في أبخازيا وحول العالم. وبالنسبة لنا، هذا ليس مجرد مشاركة في الحدث، بل هو واجب شخصي – تكريم لذكرى الضحايا وتقدير لأعمالهم".

واستمر فعالية "الفوج الخالد"، التي أصبحت تقليدا جميلاً، كما هو الحال في السنوات السابقة، وتجمع حول الموكب الكثير من الناس الذين حملوا صور أقاربهم – أولئك الذين لقوا حتفهم خلال الحرب، والمفقودين أو الذين عادوا من الجبهة ولكن لم يعودوا على قيد الحياة في هذا اليوم. ويشارك الكثيرون في هذه الحركة مع أطفالهم، لأنهم يرون أنه من المهم نقل ذكرى أبطال تلك الحرب الرهيبة إلى جيل الشباب.

وكما قالت المشاركة في الحركة فيوليتا غوليا: "خلال الحرب الوطنية العظمى، ذهب شقيقي والدي إلى الجبهة وماتا. إنهم كازيم و ميكتات غوليا. اليوم حملنا صورهم مع الأطفال في حركة "الفوج الخالد".

في هذا اليوم، وليس بعيدا عن النصب التذكاري للجندي المجهول، تم تنظيم مطبخ ميداني، حيث يمكن للجميع تناول عصيدة الجندي وشرب الشاي المخمر.

عيد يوم النصر على الفاشية في الحرب الوطنية العظمى – في 9 من أيار – يحتفل به سنويا على نطاق واسع ليس فقط في روسيا و جمهوريات ما بعد الاتحاد السوفياتي، ولكن أيضا في مختلف مدن ودول العالم. وخلال سنوات الحرب الوطنية العظمى، توجه أكثر من 55 ألف شخص إلى الجبهة من الأراضي الأبخازية، منهم 15500 أبخازي. وعلى جبهات الحرب الوطنية العظمى حارب أيضا أكثر من 3000 أبازيني.