بقلم: سلمى بازبا

وصل العمل واسع النطاق الذي قام به فريق الكونغرس بالتعاون مع "المركز العام للمبادرات الاجتماعية" إلى نهايته بنجاح. أساس هذا التعاون كان مشروع الكونغرس العالمي للتصميم الاجتماعي، وهو برنامج تعمل المنظمة على تطويره على مدى ثلاث سنوات.

يشمل البرنامج نظاماً من الدورات التدريبية التي تهدف إلى اكتساب المعرفة وتطبيقها الفعال على أرض الواقع. وفي إطار الشراكة الجديدة، تم توسيع نطاق المشروع ليشمل مهمة إضافية: تطوير وتحسين المرافق العامة في أربع مدارس ريفية في أبخازيا.

من الفكرة إلى التنفيذ

بدأت الشراكة بين المنظمتين من خلال لقاء تم على منصة الغرفة العامة لجمهورية أبخازيا.

توضح إيزولدا خاغبا، مديرة قسم التنمية الاجتماعية والتعليم والصحة في الكونغرس: "توجهت رئيسة المركز العام للمبادرات الاجتماعية، سفيتلانا مويسييفا، إلى الغرفة العامة بمبادرة للتعرف على المنظمات غير الحكومية الأبخازية والمشاريع الاجتماعية التي تنفذها، لنتمكن معًا من إعداد طلب للمشاركة في مسابقة خاصة يُنظمها صندوق المنح الرئاسية الروسية. وعلى هذه المنصة تم التعارف بين منظمتينا. وهكذا، وبعد الحصول على الدعم المالي من الصندوق، بدأنا بتنفيذ المشروع."

لاقت فكرة العمل المشترك دعماً قوياً من موسى إيكزيكوف، رئيس المجلس الأعلى للكونغرس العالمي الذي علّق قائلاً:

"إن دعم صندوق المنح الرئاسية الروسي لمشروعنا الخاص لتنمية المبادرات الشبابية في القرى الأبخازية هو دليل على نجاح عمل فريق الكونغرس بأكمله، وهو شهادة على أن منهج عملنا يؤتي ثماره ويمكن أن يكون أساساً لتغييرات إيجابية كبيرة في حياة أبخازيا. ولا يقل أهمية عن ذلك أن هذا المشروع المشترك مع منظمة روسية قد أتاح إقامة شراكة وثيقة بين النشطاء المدنيين في روسيا وأبخازيا، وفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين."

استمر تنفيذ المشروع من آذار حتى تشرين الاول 2025، وشمل عدة مسارات. كان المسار الأساسي منها هو تنمية المبادرات الشبابية. وفي

إطار هذا المسار، تم افتتاح مساحات عامة حديثة في مدارس قرى شاشيكوارا، وواكوم، وباكواش، ومغودزيرخوا.

شاركت إيسما كفيتسينيا، المتخصصة في قسم تنمية الشباب والرياضة بالكونغرس، انطباعاتها عن التفاعل بين طلاب المدارس والمشرفين.

وصرحت كفيتسينيا: "يجري الكونغرس العالمي الأبخاز- أبازيني دورات تدريبية حول التصميم الاجتماعي للسنة الثانية على التوالي. وقد زرنا خلال هذه الفترة ثماني مدارس. وفي عام2025، أتيحت للمشروع فرصة للتوسع بفضل الشراكة مع 'المركز العام للمبادرات الاجتماعية'. وبناء على التدريب حول أساسيات العمل في المشاريع، نشأت مبادرة لإنشاء عدة مساحات عامة، وهي بمثابة مراكز ترفيهية يمكن للطلاب قضاء أوقات فراغهم فيها خارج ساعات الدراسة."

تم تجهيز هذه المساحات العامة لتكون ملائمة للطلاب، ولإجراء التدريبات، وللأنشطة الترفيهية. وشملت التجهيزات شراء أنظمة تكييف سبليت، طاولات، كراسي، أرفف، ألعاب لوحية، جهاز عرض (بروجكتور)، حاسوب محمول (لابتوب)، وأرائك كبيرة ومريحة. وبدأ الطلاب بالفعل في الاستفادة من هذه التجهيزات الجديدة.

قدمت سفيتلانا مويسييفا، رئيسة "المركز العام للمبادرات الاجتماعية"، شرحاً مفصلاً لسير الأعمال. ووفقاً لقولها، كانت السمة الرئيسية للمشروع هي المرونة في تجهيز المساحات.

"في البداية، كان لدينا خطة قياسية لتجهيز المساحات. ولكن بعد التحدث مع الطلاب والمعلمين، أدركنا أن احتياجاتهم مختلفة بعض الشيء. فقررنا الابتعاد عن الخطة الأصلية وقمنا بتنسيق التغييرات مع مشرف المشروع في صندوق المنح الرئاسية. ونتيجة لذلك، حصلت المدارس على ما كانت تحتاجه فعلاً، مثل أنظمة التكييف والألعاب التعليمية والتنموية المتنوعة التي طلبها الأطفال"

بالتوازي مع تجهيز المساحات، استضافت المدارس دورات تدريبية حول التصميم الاجتماعي. وقد حصلت الفرق الفائزة على دعم لتنفيذ مبادراتها، وكان معظمها يهدف إلى شراء معدات رياضية. وبالإضافة إلى المبادرات المذكورة أعلاه، أضيفت مجموعة أخرى من المبادرات الهامة، فعلى سبيل المثال، وبناء على طلب إحدى المشاركات في المشروع من قرية آتسي، تم إثراء مكتبة مدرستهم. كما تم تسليم زي رياضي مخصص لفريق كرة القدم في مدرسة دوريبش، يحمل شعارهم واسم القرية.

تفاعل نشط ومثمر

في إطار الشراكة، تم تنظيم فعاليات أخرى مهمة، حيث عُقد لقاءان بين المنظمات غير الربحية من أبخازيا ومنطقة روستوف، تبادلت خلالهما الأطراف الخبرات في المشاركة في مسابقات الحصول على المنح. وكانت قاعة المؤتمرات في مكتب الكونغرس بسوخوم هي مكان انعقاد هذه الفعاليات.

أضافت سفيتلانا مويسييفا، رئيسة "المركز العام للمبادرات الاجتماعية": "نجحنا في تعريف عدة منظمات عامة أبخازية بمنظمات غير ربحية متخصصة من منطقة روستوف. ونأمل أن يتطور هذا التواصل إلى تعاون طويل الأمد ومثمر"

كما شملت مجالات العمل الأخرى تنظيم احتفالات بمناسبة يوم حماية الطفل لنزلاء مراكز إعادة التأهيل في بلدة تساندريبش ومدينة سوخوم.وزار المنظمون أيضاً مدينة تكوارشال، حيث تم تقديم عروض موسيقية بمشاركة فنانين ومهرجين في هذه المواقع الثلاثة، واختتمت الفعاليات بتوزيع هدايا حلوة على الأطفال.

عبر ناور خيشبا، أخصائي في الكونغرس، عن شكره وامتنانه لشركاء على هذا التعاون.

"إن إشراك الطلاب في الأنشطة القائمة على المشاريع يساهم في تطوير تفكيرهم، وقدراتهم الإبداعية، واكتساب الخبرة في صياغة وحل المشكلات الاجتماعية. لقد عمل فريق الكونغرس و 'المركز العام للمبادرات الاجتماعية' معاً على مدار العام في إطار مشروع 'نقطة نمو المنظمات غير الربحية: أبخازيا'. وقد سمح هذا التعاون بتوسيع إمكانيات مشروع الكونغرس. وخلال فترة العمل، أنجزنا الكثير من الاعمال المهمة والخيرية. أود أن أشكر الزملاء على انفتاحهم على آرائنا واحتياجاتنا. أي أنهم لم يأتوا بحلول جاهزة، بل سألوا عما نحتاجه، وبذلوا قصارى جهدهم لضمان حصولنا عليه"

جلسة في الغرفة العامة لجمهورية أبخازيا: نتائج النشاط المشترك

في ختام أنشطة المشروع المشترك، أجرى ممثلو المنظمتين زيارة تفقدية للمدارس استمرت يومين. وتم عرض نتائج هذه الزيارة الختامية بشكل رمزي في الغرفة العامة لجمهورية أبخازيا، وهو المكان الذي انطلق منه التعاون في البداية.

عبّرت مويسييفا عن امتنانها العميق للزملاء على الترحيب الحار وتنظيم النشاط المشترك في بداية المشروع. وشددت على أن نجاحهم المشترك في المسابقة أصبح ممكناً بفضل هذه الشراكة المتناغمة.

وأشارت قائلة: "لقد بدأنا معاً- وفزنا! شاركت 63 منظمة في المسابقة، وحصل 8 منها فقط، بما في ذلك نحن، على التمويل. إنني على يقين من أن انتصارنا تحقق إلى حد كبير لأننا كنا نمتلك شريكاً موثوقاً به، فاللجنة تولي اهتماماً كبيراً لذلك"

وفي ختام اللقاء، تبادل الشركاء امتنانهم لبعضهم البعض. وأشار الجميع إلى أن النتائج التي تحققت كانت بفضل العمل المتناغم، والقيم المشتركة، والتفاعل الفعال. وأعرب الطرفان بالإجماع عن أملهما في أن يصبح هذا التعاون طويل الأمد وأن يفتح آفاقاً جديدة للمشاريع الاجتماعية المشتركة ذات الأهمية.

في عام2024، تم تنفيذ هذا المشروع بالشراكة مع اللجنة الحكومية لشؤون الشباب والرياضة. ومنذ بداية عام2025، وسّع فريق الكونغرس النطاق الجغرافي وشكل التعاون، حيث أبرم اتفاقية شراكة مع "المركز العام للمبادرات الاجتماعية" غير الحكومي من مدينة كامينسك-شاختينسكي بمنطقة روستوف.

في إطار هذا العمل المشترك، أجرى ممثلو المنظمتين دورات تدريبية ميدانية حول أنشطة المشاريع في عدة قرى. وكانت النتيجة العملية الرئيسية هي إنشاء وتجهيز مراكز ترفيهية في أربع مدارس ريفية. علاوة على ذلك، تم تقديم الدعم وتنفيذ عدد من المبادرات الشبابية المحلية بنجاح.