تم عرض فيلم وثائقي عن مصمم رقصات الباليه الأسطوري في فيلارمونيا أبخازيا الحكومية التي تحمل اسم "راجدين غومبا"

بقلم أليسا خوتابا

هذه قصة عن الراقص ومصمم الرقصات الأسطوري، الفنان المُكرّم في جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية، غيورغي دزيبا؛ الرجل الذي ألهم أجيالاً عديدة من الفنانين.

أنتج الفيلم ضمن إطار مشروع "أمازارا" المخصص للتراث الغير المادي للشعب الأبخاز- أبازيني، وقد نفذته مؤسسة إكزيكوف والرابطة الدولية لتعزيز تنمية عرق الأباظة والأبخاز "ألاشارا"

المُلهم والداعم الرئيسي للفيلم هو موسى إكزيكوف، بينما تولت ناتيلا دجيماكولوفا مسؤولية التأليف، دينيسلام شيريميتوف مصور الفيديو والمونتير، كتب السيناريو غيورغي تشيكالوف، أما الموسيقى فكانت من أداء مادينا موراتكوفا  لعب دور البطولة الفنان المُكرّم لجمهورية قراتشاي-تشركيسيا: روستام كارالوف.

لقد أهدى عملهم الجمهور ليس مجرد فيلم، بل قصة حية عن رجل لا يزال رقصه يشعل القلوب حتى اليوم. اعتمد الفيلم في محتواه على مقابلات مع زملاء غيورغي دزيبا وتلاميذه، ولقطات أرشيفية نادرة، ومشاهد رقص بأداء فنانين معاصرين. ولجمع الذكريات الفريدة عن هذا الأستاذ، زار فريق التصوير أبخازيا، والشيشان، وأوسيتيا، وداغستان، وقبردينو-بلقاريا.

ألقى رئيس مكتب الكونغرس العالمي الأبخاز- أبازيني في سوخوم، تيمور ريكڤاڤا، كلمة ترحيبية نيابة عن رئيس الكونغرس، موسى إكزيكوف ورحب بالضيوف وأعرب عن أمله في أن يجد الفيلم صدى واسعاً في قلوب المشاهدين.

وقال: "اليوم نعرض فيلماً آخر أُعدّ ضمن مشروع 'أمازارا'. سبق أن قدمنا أفلامًا عن الألعاب الوطنية، وصناعة السكاكين، ودرع المحارب الأبخازي. واليوم، نظمنا عرضًا للفيلم الوثائقي الجديد عن الراقص العظيم غيورغي دزيبا. تكمن خصوصية هذا الفيلم في كونه أول فيلم سيرة ذاتية يُنتَج في إطار هذا المشروع. وقد عُرض الفيلم لأول مرة في فيلارمونية ولاية قراتشاي-تشركيسيا في شهر يوليو من هذا العام. وآمل أن يلقى أيضًا ترحيبًا حارًا من الجمهور الأبخازي"

وفي كلمته إلى ضيوف الحفل من على خشبة المسرح، أشار رئيس الرابطة الدولية "ألاشارا"، مورات جيدوغوف، إلى قيمة مثل هذه المشاريع.

وقال مورات جيدوغوف: "أول وأهم ما يقال عن بطل الفيلم هو أنه كان أسطورة من أساطير القوقاز، وهذه الأسطورة هي ممثل لعرقنا الأباظي. للأسف، في الوقت الحالي، الكثير منا، وخاصة الجيل الصاعد، لم يسمعوا الكثير عن غيورغي دزيبا، ولقد قررنا تغيير هذا الوضع بفيلمنا. هذا الفيلم قيّم لأنه سيُخلّد ذكرى هذه الشخصية الأسطورية، ويُسلّط الضوء على مساهمته الهائلة في ثقافة الرقص لشعوب القوقاز"

وتحدثت ناتيلا دجيماكولوفا، مديرة المشروع، عن فكرة صنع الفيلم التي وُلِدت قبل سنوات عديدة، وعن كيفية تحويلها إلى واقع

قالت دجيماكولوفا: "قبل عدة سنوات، قرأت مقالاً على موقع الكونغرس العالمي الأبخاز أبازيني ذُكر فيه غيورغي دزيبا. ومنذ ذلك الحين، راودتني فكرة إنتاج فيلم عن هذا الرجل الفذّ. جرى التصوير في قراتشاي-تشركيسيا، وأبخازيا، وداغستان، والشيشان، وقبردينو-بلقاريا، وأوسيتيا. وخلال فترة إعداد الفيلم الوثائقي، قام فريق العمل بتصوير 22 مقابلة مع ممثلين من النخبة الفنية والثقافية الذين عرفوا الراقص شخصياً. وقد تحدث في العرض التقديمي زملاء دزيبا وأصدقاؤه وأقاربه. الفيلم صُنع بدعم مالي من صندوق إكزيكوف. من دواعي سروري أن شخصية بارزة مثل غيورغي دزيبا قد جمعتنا جميعًا مرة أخرى. نيابة عن منظمتنا ورئيسها موسى إكزيكوف، أرحب بكل من جاء ليشاركنا هذا الاحتفال"

جمع العرض الأول أقارب الفنان، وزملاءه، وتلاميذه، والأشخاص الذين سمعوا عن موهبته وشغفه بالرقص. كشف الفيلم، الذي بلغت مدته 45 دقيقة، عن مدى عظمة شخصية دزيبا. بعد العرض، تبادل المشاهدون انطباعاتهم، مؤكدين ليس فقط على موهبة دزيبا، بل وأيضاً على كاريزمته، وطاقته، وتفانيه في الفن.

شاركت فنانة الشعب في أبخازيا، مايا غيرزمافا، ذكرياتها قائلة: "لقد كان شخصًا فريداً و فناناً عظيماً بلا شك. لم يكن هناك من يضاهيه في القوقاز. ولفترة طويلة كنا نشجع بعضنا البعض قبل العروض المهمة بعبارة: "ارقص مثل دزيبا!"

من جهته، عبّر المؤرخ والباحث العلمي في معهد أبخازيا للبحوث الإنسانية، روسلان غوجبا، من على المسرح عن شكره لتنظيم هذا العرض:

وأشار قائلاً: "يجب أن نعرف أبطالنا، ونتذكرهم، ونكرمهم، ونقتدي بهم. شكرًا جزيلاً لصناع الفيلم على هذا العمل، وعلى الذكريات، وعلى أمسيتنا هذه!"

وفي ختام الأمسية، علقت ناتيلا دجيماكولوفا قائلةً:

" نريد لهذا الفيلم ألا يُخلّد ذكرى رجلٍ عظيم فحسب، بل أن يكون أيضًا منارةً للشباب. عسى أن يطمح شبابنا، مُستلهمين من مثال دزيبا، إلى العظمة، ليصبحوا فخرًا للشعب الأبخازي. اليوم عرضنا الفيلم على الجمهور الأبخازي، ونخطط خلال الشهرين المقبلين لعرضه في المدن الأخرى التي أجرينا فيها التصوير. بعد سلسلة من العروض التقديمية، سيكون متاحاً مجاناً على مواقع كل من الكونغرس العالمي الأبخاز- الأبازيني و"ألاشارا"